المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٠

النشرة القسنطينة وطقوسها

صورة
لازالت نسوة قسنطينة من البلديات في المحكي المحلي لهن  ترددن عبارات (ندور عليكك ونتنشر عليك) ارتبطت بطقوس وممارسات  كانت لوقت قريب شائعة في الوسط البلدي يطلق عليها النشرة، ولقد ترسخت  هذه العادة  في المخيال الشعبي القسنطيني باعتبارها موروثا شعبيا يدل على الإنتماء للهوية القسنطينية وكانت النسوة القسنطينيات تعتبر النشرة علاجا تقليديا  تعبر عنه بجملة "نطيش النشرة"  الذي تتألف صيغتها اللغوية من الفعل" نطيش" أي أرمي أو ألقي بعيدا عني للتخلص من شيئ أو أمر  ما ؛ و قد كان هذا الطقس العلاجي  بنسبة اليهن دواء للتخلص من الأمراض التي تصدر عن الأرواح الخفية حسب اعتقادهن ، وقد كان هذا الطقس يمارس كلما كان الاحتياج له ضروري وفي الغالب  مرة في السنة خلال فصل الربيع  وقد عرف محمد شلبي طقس النشرة "بأنه علاج تقليدي تمارسه النساء بقسنطينة منذ أزمنة موغلة في القدم" وقبل التطرق لتفاصيل هذا الطقس لابد من معرفة جذور الكلمة من مصادر اللغة العربية النشرة في اللغة : على وزن فعله من النشر بمعنى  التفريق و الكشف وتأتي بمعنى البسط خلاف الطي ، يقال نشر الثوب ونحوه ينشره نشر

الرقص بالتنورة

صورة
من أجمل ألعاب الطفولة التي لاتزال تحمل ذكريات عزيزة على قلوبنا   نحن البنات ، لعبة اللف و الدوران حول الجسم حتى يرتفع الفستان أو التنورة إلى فوق ، و الفائزة بدون منازع تلك الفتاة التي تتغلب على الدوخة وتدور  حول نفسها لمدة أطول  دون أن تسقط على الأرض  لترتفع تنورتها في الأخير  للأعلى  بفعل الدوران  كانت تلك اللعبة تحمل في طياتها الكثير من المتعة فعندما نغمض أعيننا  ونرفع يدانا  وندور حول أنفسنا  نلج حينها إلى عالم آخر كفيل بأن ينسينا وقتها متاعب الدراسة و بقدر ما للعبة من متعة بقدر ما لها من عمق ثقافي جرني الحنين  لماضي الطفولة إلى الغوص في أعماقه وسبر اغواره  لأقدم  للقارئ الكريم نظرة  موجزة عن جذور هذه اللعبة، و التي هي في الأصل رقصة شعبية تسمى برقصة التنورة  مستوحاة من فلكلور الرقص الشعبي المستوحى بدوره من التراث الصوفي العريق وهي تركية الأصل نشأت قديما في تركيا العثمانية وانتقلت الى البلدان التي كانت تابعة للحكم العثماني كسوريا  و مصر لتنتشر إلى باقي دول شمال إفريقيا،غير أنها زالت  تقريبا في معظم بلدان الشمال الإفريقي  كالجزائر و تونس  وبقيت محصورة في مصر و المغرب الأقصى