ريا وسكينة

كانت  أول معرفتي بقصة ريا وسكينة عن طريق المسرحية المصرية التي كنا نشاهدها قديما لم أكن أعلم أنها قصة حقيقة إلى أن قرأت كتابا بعنوان رجال ريا وسكينة لصلاح مرسي ومن خلاله عرفت سبب شهرة الشقيقتان السفاحتان اللتان اختصتا في قتل النساء وسرقة مصوغاتهن بمساعدة أربع رجال آخرين ، وبعد سنتين تم اكتشاف هذه الجرائم المرتكبة ضد النسوة و تم تطبيق حكم الإعدام على ريا وسكينة فدخلتا تاريخ الإجرام من أوسع أبوابه ، ومنذ ذلك الوقت تناول المؤلفون موضوع السفاحتان ريا وسكينة في كتاباتهم وفي أعمالهم الدرامية ، لكن لم يهتم أحد من هؤلاء المؤرخين بتقصي حقيقة ما نسب إليهما من جرائم أو البحث عن الدوافع التي قادتهما لارتكابها إلى أن أصدر الصحفي الكبير صلاح عيسى هذا الكتاب و الذي تناول فيه السيرة الحقيقية لريا وسكينة ولكل من أحاط بهما و في نفس الوقت تطرق للأحداث السياسية و الاقتصادية في مصر آنذاك وبالاسكندرية تحديدا التي ظهرت فيها عصابة بنتي همام ، وقد تزامن وقت ظهورهما في عهد الانحطاط الإجتماعي فتفشي الفقر و البطالة و البغاء في زمن الحرب أثر سلبا على الأخلاق الإجتماعية للسكان ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف تزداد معدلات الإجرام ، وهنا أظهر لنا صلاح مرسي هدفه من كتابة هذا الكتاب فهو لم يهدف رجال ريا وسكينة و المرأتان بعينهم بل اتخذهم كاطار يحكي من خلاله عن مجتمع كان يغرق في التردي الأخلاقي و الديني بسبب الحرب و الفقر وأسباب أخرى ما جعل المجتمع يصنع من هؤلاء الأشخاص سفاحين ومن هنا نفهم أن صلاح مرسي حاول إنصاف هؤلاء المجرمين ولكنه لم يبرئهم طبعا فقد حاول توضيح الأسباب التي دفعتهم إلى هذا السلوك فهم ليسوا مجرمين بالفطرة إنما هم وليدوا مجتمع منحط اخلاقيا. وبعد ظهور هذا الكتاب ظهرت كتب أخرى ودراسات تاريخية حول هاتين الشخصيتين وهناك من صفهما في صف البطولة والفداء كونهما كانتا منضلتان ضد الاحتلال الانجليزي وأن جميع النسوة اللواتي قتلنهن ماهن إلا مومسات و عميلات في صف الإحتلال الإنجليزي لكن لم تثبت لغاية اليوم وثائق تؤكد ذلك ، وسواء كانتا ثائرتان أو لصتان تبقى ريا وسكينة أول امرأتان اعدمتا  في تاريخ مصر الحديث.












تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مصطلح عيشة راجل

انتفاضة قسنطينة سنة 1934م

الألعاب الشعبية في الجزائر