مدينة إسطنبول العريقة


تبهرني مدينة إسطنبول بتراثها المعماري العريق  المتمثل في الجوامع والقصور وغيرها من المواقع الأثرية و التاريخية التي تعود لقرون ماضية فمنها ما ينقلك إلى تاريخ ما قبل الميلاد كالحضارة الرومانية ، ومنها ما يمضي  بك بعيدا باتجاه الحضارات البيزنطية و اللاتينية و العثمانية التي مرت على المدينة فكل  معلم من هذه الحضارات  يحكي  قصة ماضيه الذي يأبى الزوال.
وبفضل ماضيها نجحت إسطنبول في استقطاب العديد من السياح عبر العالم فمنهم من يفضل زيارة الأماكن التاريخية ومنهم من يفضل التسوق في أشهر أسواقها القديمة النابضة بالحياة كالسوق الكبير المغطى  أو السوق المصري أو حتى في الأسواق العصرية التي تسمى حاليا بالمولات 


عند التجول في شوارع إسطنبول القديمة  التي تعج بالمطاعم  المحلية  تجذبك رائحة الطعام التركي الشهي فالكباب و المشويات و الحلويات  التركية  لها متعة خاصة 


أما المطاعم التي تقع تحت جسر غلطة  و المختصة بالأطباق البحرية فلها سحر خفي يدغدغ أنوف الزائرين من كل جانب فيمكنك تناول أشهى المأكولات البحرية و التمتع بمنظر بحر البوسفور الرائع



 وإذا كنت من محبي القهوة التركية فما عليك إلا التوجه إلى  مقهى  تلة بير لوتي في منطقة القرن الذهبي  والتي تعتبر من أجمل الأماكن الترفيهية حيث توفر التلة مناظر رائعة للزوار

 وقد يلفت انتباه الزائر المقبرة المحيطة بالمقهى و التي تعود لمئات السنين 



 ويتم الصعود الى التلة عن طريق التليفريك



ومن الأماكن الترفيهية أيضا 
الحدائق المتنوعة  التي تتميز بهندسة جميلة و بتنوع النباتات و الأزهار



ومن أجمل الحدائق الموجودة في إسطنبول تلة العرائس فهي تتمتع بإطلالات ساحرة وأجواء هادئة ، وهي من الأماكن المثالية لاستضافة العرسان .






تتمتع مدينة إسطنبول  بمناظر  طبيعية خلابة وأفضلها على الإطلاق جزر الأميرات في بحر مرمرة فهي من أجمل الأماكن التي تنعم بالهدوء و السكينة 



ويتم الذهاب إليها عن طريق عبارة جميلة 

 كما أن العبارة التي تتجول بك في البوسفور تمكنك من مشاهدة افخر الفيلات 






كما يمكن  مشاهدة القصور التاريخية و التجول بداخل البعض منها  لمن يريد ذلك مثل  بيلارباي  واورتاكوي وغيرها من القصور الجميلة 

عند النظر الى أفق وسماء المدينة نرى تناثر الجوامع بمناراتها الشاهقة وهنا يكمن السر في بناء تلك الآثار على هضبة أو مكان مرتفع، للتمكن من رؤيتها من أي مكان في المدينة ، ولهذا فإن الجوامع في إسطنبول تعد ركز الثقل في معمار المدينة ونقطة الجذب فيها 
وبداخل هذه الجوامع تحس بإحساس مملوء بالأمل و الفرح على رأي جاك ريسلر:" في المسجد ينبض قلب الإسلام وفي ارجائه يحس المرء إحساسا حيا أنه بحضرة الله الحق ".




وإليكم أهم جوامع اسطنبول:
جامع شاه زاد: الذي يعد أول عمل كبير للمعماري سنان  الذي سبق وتحدثت عنه في مقال سابق ، وقد أظهر سنان  في هذا البناء مهارة لا مثيل لها ، وقد أمره السلطان سليمان القانوني بتأسيس هذا الجامع تخليدا لذكرى إبنه الأمير محمد
















جامع السليمانية : وهو من إحدى روائع  المعماري سنان المميزة حيث أن الطريقة و الكيفية التي بنى بها القباب و الأقواس كانت على درجة عالية من الإبداع و الدقة التي تصيب من يراها بالذهول ، وقد شيد  بأمر من السلطان سليمان القانوني  حيث أمر المعماري سنان أن يؤسس له مكانا باسمه يحفظ له التاريخ إسمه به فكان هذا الأثر العظيم الذي يحمل المآذن الأربعة والتي تعني أن السلطان سليمان هو رابع سلطان عثماني بعد فتح اسطنبول، و الشرفات العشرة تعني أنه العاشر في سلاطين بني عثمان












أما تلميذ سنان المعماري محمد آغا الصدفي فقد ابتنى على طريقة معلمه الجامع الأزرق و الذي يعد  من أجمل المباني  فهو يتكون من خمسة قباب رئيسية وست مآذن نحيلة ومزين يدوياً من الداخل ببلاطات ذات لون أزرق، ولهذا سمي الجامع بالجامع الأزرق وله حرم واسع جدا





















 كما أن الجوامع و المباني الإسلامية الفاخرة تستحوذ على المنظر العام للمدينة ، فان  للكنائس ايضا موقعا مميزا  وأشهرها على الإطلاق كاتدرائية ايا صوفيا الواقعة في منطقة السلطان أحمد ، و التي تعتبر من أكبر الكاتدرائيات في العالم ، إلا أنها  تحولت إلى مسجد ، ثم إلى مبنى علماني عام 1931م، لتتحول في الأخير إلى متحف يحتوي على مجموعة من القباب المذهلة والفسيفساء المعقدة. وهي مثال رائع على الجمال المعماري البيزنطي















ومن التحف المعمارية التاريخية التي حولت هي الأخرى  الى متاحف:
 قصر توب قابي الذي كان  موطن لأجيال من سلاطين الدولة العثمانية  وزوجاتهم ، ويوفر القصر نظرة رائعة على تاريخ العائلة المالكة وبه العديد من الأماكن الرائعة لاستكشافها بما فيها قسم القفطان الذي يحتوي على ملابس السلاطين العثمانيين 














كما يحتوي هذا القصر الذي حول الى متحف آثارا مقدسة  تعود لبعض الأنبياء و الرسل لكن يمنع تصويرها
أما ما بقي من أثار العهد البيزنطي :
 صهريج البازيليك الذي يعتبر أحد أكبر الخزانات الأرضية  التي تقع تحت مدينة إسطنبول ،  تصميمه مثير للاعجاب فهو عبارة  عن  أعمدة مكنزة تحت الأرض ومزينة بشتى المنحوتات ، تسبح حولها  العديد من أسماك الكارب






ومن الآثار البيزنطية أيضا التي لازالت قائمة تعطي منظرا جميلا للمدينة برج غلطة الذي شيد في القرن الرابع عشر ، والذي يعد من أعلى أبراج المدينة ، وهو بالتأكيد أحد أفضل المواقع للاستمتاع بإطلالة بانورامية رائعة للمدينة ، بالاضافة إلى حصن روملي وقلعة الأناضول التي تعد من أهم المناطق السياحيةفي إسطنبول 






بالإضافة إلى الآثار التاريخية التي ذكرتها ،  هناك عدد آخر من المساجد ذات الهندسة المعمارية البسيطة ، و أضرحة السلاطين العثمانين وغيرها من الآثار الموجودة في الصور التالية:




















أما المباني  المعمارية الحديثة التي تزين المدينة فإنها تجمع بين الطراز الشرقي و الغربي 


                    

إن التنوع الحضاري و التاريخي  الموجود بإسطنبول يضفي تجربة فريدة ورائعة للزائر .

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مصطلح عيشة راجل

انتفاضة قسنطينة سنة 1934م

الألعاب الشعبية في الجزائر