الشهيد محمد العربي بن مهيدي رحمه الله

على الطريق الرابط بين مدينة قسنطينة وعين مليلة  يقع دوار الكواهي مسقط رأس الشهيد محمد العربي بن مهيدي  أحد رموز الثورة الجزائرية  وأحد مخططيها


ففي هذه القرية الصغيرة  تشبع قلبه  بالقرآن و العقيدة السليمة  فصقلت منه رجلا بارا ومخلصا قدم نفسه الطاهرة في سبيل الله وفداءا لوطنه الجزائر
 فهو واحد من أبناء هذا الوطن الذين دافعوا عن حماه وعن اصالته وعن دينه و لغته  فضحوا بالنفس و النفيس من أجل ترابه الغالي فاستحق لقب شهيد الوطن
ولم يكن رجلا ثوريا فقط بل كان سياسيا أيضا وقد عرف عنه حبه للرياضة وشغفه بمطالعة الكتب سواء باللغة العربية  أو الفرنسية ، ومن خلال مطالعاته للكتب تولدت لديه فكرة التحرر  و بالأخص عند مطالعته  لكتاب تاريخي يروي تاريخ القائد الأمازيغي   تاكفريناس
 كان العربي بن مهيدي  من هواة المسرح فكان أحد أبطاله  حيت نال شرف البطل في مسرحية في سبيل التاج التي قدمت سنة  1944م حيث أثار إعجاب الحاضرين في الأداء و التنظيم
يعود نسب الشهيد محمد العربي بن مهيدي إلى أصول عربية تعود لولاية المسيلة،  بالتحديد  إلى فرقة المهايدة عرش الكواهي
وقد هاجرت عائلته من المسيلة في عهد الأتراك واستقرت في نواحي عين مليلة  بالضبط في المنطقة التي أصبحت تسمى في عهد الاستعمار بدوار الكواهي نسبة إلى عرشهم  وقد ولد العربي في هذا الدوار  سنة 1923 وسط أسرة  ميسورة الحال محافظة على الأصالة العربية الإسلامية  وقد كان لهذه العائلة زاوية قرءانية  تلقى فيها مبادئ الدين الحنيف قبل أن يغادرها إلى مدن أخرى لتلقي التعليم 





 وقد كانت هذه الزاوية تستقبل طلبة العلم وتتولى على عاتقها كل شؤونهم من مأكل وملبس ودراسة و مأوى  ولازالت هذه الزاوية مفتوحة اليوم للزوار و لأقارب الشهيد يأتون إليها  للترحم على أرواح ساكني قبورها




وبالقرب من هذه الزاوية منزل الشهيد الذي أصبح اليوم متحفا  يحوي على غرفتين معلقة على جدرانها صورا  للشهيد  رفقة أصدقائه خلال مشواره الثوري





وفي إحدى هاتين الغرفتين  غرفة  والد الشهيد عبد الرحمان بن مسعود بن مهيدي  ذلك الرجل الذي نجح في تكوين شخصية إبنه تكوينا صحيحا وخصه بالتوجيه السليم الذي قاده إلى  طريق النضال و الجهاد  و الحرية و التحرر حتى صار مثالا يقتدى به في التضحية و الفداء


وعلى جانب المنزل تمثالا من البرونز يجسد هيئة البطل العربي بن مهيدي 

و في الجهة الموالية لساحة المعلم تمثالا على هيئة رأسه ، غير أن  هاذين التمثالين لا يطابقان بصورة كاملة ملامح الشهيد الموجودة في صوره الحقيقية ؛ فالتمثالين ليسا بمستوى تلك التماثيل  التي نراها في العواصم الأوروبية  لأشهر الشخصيات  و التي صنعت باحترافية كبيرة  لتحاكي الشخصية الحقيقية بأدق تفاصيلها 



و اذا كان الهدف من إقامة هذين التمثالين هو تخليد ذكرى البطل فأعتقد أن اسمه لوحده كاف ليخلده التاريخ .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مصطلح عيشة راجل

انتفاضة قسنطينة سنة 1934م

الألعاب الشعبية في الجزائر