مدينة المهدية التونسية
نقل الخليفة العبيدي عبيد الله المهدي خلافته من مدينة رقادة التونسية إلى مدينة المهدية بالتراب التونسي نتيجة اضطراب الأحوال السياسية برقادة
وقد اشتق اسم المهدية من المهدي ، وكان الغرض من بنائها حاجته إلى مدينة ساحلية تمكنه من مواجهة البيزنطيين الذين كانوا يغيرون على سواحل المغرب انطلاقا من جنوب ايطاليا وصقلية ، وتتيح له بسط السيطرة على الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط و على كامل جزيرة صقلية
وكان موقع المهدية موقعا استراتيجيا من الناحية العسكرية حيث يحيط بها البحر من ثلاث جهات ويتعذر الدخول إليها من جهة الغرب ، بالإضافة إلى ذلك فان عبيد الله بنى البيوت من الصخر إمعانا في تقويتها وجعل للمدينة بابين من الحديد وأقام على مدخل الميناء الذي نقره في الصخرة برجين عظيمين للحراسة ربط بينهما بسلاسل من الحديد لتحول دون دخول السفن الغربية إلى الميناء
وقسم المدينة لقسمين منفصلين عن بعضهما انفصالا تاما فالأولى المهدية ابتنى فيها القصور ودورا لآل بيته ورجال دولته وجنده وأما الثانية زويلة اتخذها سكنى للعامة رتب فيها الدكاكين و الأسواق
والممر الرئيسي بين إحدى المهديتين إلى الأخرى سمي بـ"باب زويلة" وهو عبارة عن رواق مظلم يسميه العامة بالسقيفة الكحلة لشدة ظلمته مازال قائما لليوم
بنى عبيد الله المهدي قصرا له وأخر لابنه القائم الا انه تهدم بعد دخول الاحتلال الاسباني للمنطقة في أواسط القرن السادس عشر ، كما بنى مسجدا كبيرا يختلف طراز بنائه عن غيره من المساجد في المشرق و المغرب وذلك أن له بوابة كبيرة، وشيد هذا المسجد سنة 916م ويدعى بالجامع الكبير ولازال اليوم قائما بوسط المدينة ومن خصائصه انه لا يحتوي على مئذنة
ومن المعالم الأثرية الموجودة أيضا بالمهدية القلعة التركية وتسمى بالبرج الكبير شيدت في أواخر القرن السادس عشر من قبل الأتراك العثمانيين بني على أنقاض قصر عبيد الله المهدي
ومن أكثر الأماكن التي شدت انتباهي بوسط مدينة المهدية المقبرة البحرية المطلة على البحر ، مقبرة فريدة من نوعها ، قبور مبعثرة هنا وهناك يشقها طريق يعج بالسيارات و المارة ، بعضها وسط المنازل
والبعض الأخر محاط بزاوية تدعى زاوية سيدي جابر
وخلفها مراكب صيد راسية لميناء قديم
ومنارة المهدية التي تضفي مزيدا من الروعة على هذه المدينة
تعليقات
إرسال تعليق