دلالات ألوان وأشكال العلم الجزائري

حمل المتظاهرون منذ بداية الحراك العلم الوطني الجزائري ، اقتداء بسابقيهم الذين حملوا العلم لأول مرة سنة 1910م في مظاهرة شعبية تظاهر فيها عمال ميناء سكيكدة مستنكرين فيها الحكم الفرنسي ، وقد كان العلم آنذاك ذو لون أخضر يعلوه هلال ، ثم تلتها مظاهرات سنة 1934م بباريس ثم بالعاصمة الجزائرية ورفع العلم مجددا بألوانه وأشكاله الحالية بعد أن تم تصميمه من طرف نجم شمال إفريقيا ، كما رفع أيضا بشكله النهائي المعروف اليوم في مظاهرات 8 ماي 1945م ، ولقد لعب العلم دورا في ترسيخ المعنى الوطني ثم الاستقلالي عند الجماهير فكان له مكانة كبيرة في قلوب الجزائريين
وكان أول ما تلقيناه في المدرسة بمادة الرسم طريقة رسم العلم مع توضيحات عن دلالات ألوانه كالتالي الأبيض للسلام و الأخضر لون الخيرات التي تزخر بها بلادنا و الأحمر دم الشهداء ، فهذا التأويل لا يغير ولا يلغي المرجعية التاريخية لدلالة هذه الألوان، فاللون الأخضر مرجعيته إسلامية حيث تبنى هذا اللون خير الدين بربروس كشعار إسلامي لرايته في حروبه ضد النصارى، ثم تبنى نفس اللون كل من الرايس حميدو و الأمير عبد القادر و الحاج المقراني في راياتهم
أما اللون الأحمر يحمل معنى الجهاد ، ومرجع هذا الإختيار يعود إلى الخليفة عمر بن عبد الخطاب ،ثم إلى العثمانيين فبمجرد إعلان خير الدين بربروس ولائه للدولة العثمانية أرسل السلطان سليم سنجقا أي علما للجزائر ، كان بمثابة رمز الارتباط السياسي بالدولة العثمانية
مرجع اللون الأبيض ديني جهادي، ذلك أن النبي أعطى لواءا ابيضا إلى الصحابي مصعب بن عمير في غزوة بدر، ولقد أدخل اللون الأبيض في العلم الجزائري منذ القرن 18، حيث كان علم أحمد باي وراية الأمير عبد القادر فيهما بياض، ولأن أحمد باي بقي على ولائه للدولة العثمانية بعد سقوط مدينتي الجزائر ووهران أبقى على العلم الأحمر بزيادة رسم يمثل سيف ذي الفقار باللون الأبيض، كما أن هذا السيف كان موجود على علم خير الدين بربروس ، أما علم الأمير عبد القادر كان يرمز إلى الإستقلال السياسي عن الدولة العثمانية، ودلالة عن ميلاد دولة جزائرية غير تابعة سياسيا للدولة العثمانية فاللون الأحمر اختفى وعوض بالأخضر ورسمت على رايته يد مبسوطة أحيطت في شكل نصف دائري بالعبارات التالية نصر من الله وفتح قريب ناصر الدين عبد القادر بن محي الدين، إن تعدد الأشكال في العلم كالسيف واليد و المقص الأبيض المفتوح لها دلالة عن ما تميز من صراع إسلامي نصراني في تلك العهود
أما بالنسبة للهلال فهو رمز الإسلام لأنه أصل التقويم الهجري والنصارى أنفسهم يعتبرون الهلال رمزا للإسلام، أما النجمة الخماسية الأضلاع كانت في راية رياس البحر التي كانت مرصعة بالنجوم وظهرت النجمة مواكبة للهلال في العلم العربي العثماني سنة 1912 وقد دلت النجمة بأضلاعها الخمسة في تاريخ الفترة العثمانية بالجزائر على أركان الإسلام الخمس أو الصلوات الخمسة
 وبهذا  نستنتج أن ألوان وأشكال العلم         الجزائري تحمل دلالات مرجعها إسلامي محض   

المرجع
العلم الوطني الجزائري المعاصر لشاوش حباسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مصطلح عيشة راجل

الألعاب الشعبية في الجزائر

انتفاضة قسنطينة سنة 1934م