مدينة ورزازات هوليود المغرب
لأفلام هوليود التاريخية جاذبية خاصة فهي تحقق للمشاهد متعة تفوق الخيال لأنها تجمع بين جودة النص وروعة التمثيل و الإخراج ، بغض النظر عن كونها لا تعكس حقيقة التاريخ لسنا بصدد الحديث عن هذا الموضوع
وكثيرا ما يشد انتباه المشاهد أماكن التصوير كالقصور و القلاع و الحصون فتبقى راسخة في الأذهان ، فإذا ما زار المشاهد في يوم من الأيام تلك الأماكن يستحضر لقطة من اللقطات الشهيرة في ذهنه مما يبعث في نفسه الغبطة و السرور ، وهذا ما حصل لي بالضبط عندما زرت مدينة ورزازات المغربية التي تم بها تصوير بعض اللقطات من أروع الأفلام التاريخية المفضلة لدي أهمها :
« Kingdom Of Heaven»
« Gladiator»
«Alexander»
« Lawrence Of Arabia»
« Prince of Persia»
وغيرها من الأفلام التي بقيت محفورة في ذاكرة الشاشة الذهبية
إن لهذه المدينة مؤهلات طبيعية و تاريخية ، بالإضافة إلى احدث الاستوديوهات السينمائية ما جعلها مؤهلة لصناعة أفلام التاريخ و الحرب ولهذا أضحت الوجهة المفضلة لأشهر المخرجين السينمائيين في العالم
وهي مدينة تنعم بالهدوء ولعلها مفارقة غريبة أن تحمل تسمية المدينة هذه الصفة فكلمة «ور» تعني بالأمازيغية بدون، أما «وزازات» فتعني الضجيج وهي بالفعل مدينة هادئة بدون ضجيج
وتنتشر بهذه المدينة مجموعة من القصور أو القصبات التي تتميز بطابع معماري تقليدي فريد يمثل الثقافة الأمازيغية الصحراوية
من أهمها قصر آيت بن حدو الذي صنف ضمن التراث العالمي، وهو مكان مثالي للتصوير فقد ظهر في مشاهد من أفلام عالمية كان أولها «لورانس العرب» كما صور به أيضا فيلم «جوهرة النيل» و«المصارع» و«المومياء» و«أمير فارس» و «الإسكندر » وغيرها من الأفلام العالمية التي ساهمت في التعريف بقصر آيت حدو على المستوى العالمي ولهذا فهو يستقطب العديد من السياح الأجانب سنويا لمشاهدة مواقع تصوير الأفلام الشهيرة على أرض الواقع من جهة و من جهة أخرى للتمتع بالمناظر الخلابة للمنطقة المحاطة به
وتمثل قصبة آيت بن حدو نموذجا متميزا للفن المعماري الأمازيغي وهي عبارة عن تجمع بنايات تقليدية متكاملة المرافق مشيدة بالطين و مزينة بنقوش أمازيغية قديمة
تفصلها عن بعضها البعض أزقة ضيقة تؤدي إلى بوابة رئيسية الواقف أمامها يستمتع بالمنظر العام للقلعة
الذي يوحي ببساطة العيش و يجعلك تستشعر أصالة المكان الذي يعود لعهد الدولة المرابطية حيث أن الأمير المرابطي يوسف بن تاشفين بسط سيطرته على القلعة في القرن الحادي عشر ميلادي ونشر الإسلام بين سكانها الأمازيغ وأكمل تشييد عمرانها وعين على رئاستها أحدا من أفراد قبيلة بن حدو التي كانت تستوطنها آنذاك
وبوسط مدينة ورزازات يوجد متحف السينما الذي يجمع ديكورات لعدة حضارات مرت بها البشرية كالفرعونية و الاغريقية و الرومانية و الإسلامية، كما يعتبر استديو للتصوير فقد صورت به معظم افلام السينما العالمية خلال فترة التسعينيات وأغلبها تتحدث عن قصص الأنبياء
وبالوجهة المقابلة للمتحف توجد قصبة تاوريرت الشهيرة التي يرجع بنائها إلى القرن السابع عشر ميلادي
وهي عبارة عن مبنى أمازيغي يتميز بزخرفة خلابة تم بنائه من طرف قبيلة الكلاوي في عام 1882م
وهي عبارة عن مبنى أمازيغي يتميز بزخرفة خلابة تم بنائه من طرف قبيلة الكلاوي في عام 1882م
وتبقى مدينة ورزازات قبلة عمالقة السينما و قبلة لكل شخص ينشد الهدوء و السكينة و جمال الطبيعة، وسحرها الذي يعود به إلى زمن الحضارات القديمة المندثرة عبر التاريخ.
الله ينور عليكي
ردحذفشكرا أخي
ردحذف